سمي الخط الكوفي بهذا الإسم نسبة إلى مدينة الكوفة في العراق وقد آل
الخط الكوفي من الخط الآرامي المتشابه بالخط الحيري الذي كتبت به اللغة
السريانية ، ونرى التقارب في رسوم الحروف وتشكيل الكلمات واضحة المعالم
، ويقول المؤرخون لما أصبح السريان نصارى نقلوا إلى لغتهم الأناجيل
وغيرها وضبطوها خشية حصول الخطأ في تلاوتها ، والخط الكوفي هو الخط
المدني أو المكي الذي انتشر في عهد الخلفاء الراشدين وقد استمرت كتابة
المصاحف في هذا الخط حتى القرن الثاني الهجري وبه نسخت أكثر المصاحف
التي تعود إلى ذلك العهد
الحروف الهجائية بالخط الكوفي المصحفي القديم
ميزان الخط الكوفي القديم ( خط المصاحف ) للحروف الهجائية من كتابات
الخطاط محمد عبد القادر - مصر
إن إصلاح الخطاط ابن مقلة أزال استعمال الخط الكوفي من المشرق
العربي ، والخط الكوفي هو الخط العربي الذي حمله الفاتحون المسلمون
لنشر دينهم وشرائعهم ، وفرضوا في الحين نفسه وجوب استعمال اللغة
العربية باعتبارها لغة دينية لتعليم المغلوبين عقيدة الإسلام المتناهية
في اليسر، وكل النسخ الخطية من المصاحف السابقة للقرن الرابع
الهجريمكتوبة بالخط الكوفي الذي جوده علماء الكوفة ، الذي اقتبسوه من
أحد الخطوط القديمة لجزيرة العرب ، وذلك لجلال روعته ولا سيما الخط
الكوفي العراقي الجامع لأكثر الشروط للخطوط الكوفية
كتابة بسملة بالخط الكوفي العراقي من القرن السادس الهجري - الجامع
الكبير / موصل
نموذج الحروف الأبجدية المفردة بالخط الكوفي - السوري- من الكتاب
المسمى " شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام " لأبي بكر أحمد بن وحشية
النبطي المتوفى سنة 322هـ / المتحف البريطني
من المعروف يقيناً أن طبيعة قطة قلم القصب الذي كان يكتب به الخط
الكوفي الذي جرت رسوم حروفه غير متباينة العرض ، أي بعرض موحد- وهي صفة
واضحة في كتابة المصاحف التي كتبت في القرون الآولى في صدر الإسلام
ولم تكتب بقلم مثلوم الحد (المحرف) أو بريشة أوز بريت برياً غير دقيق ،
وقد لوحظ بأن القدماء الذين حسنوا وهذبوا الخط الكوفي المزوا هذا ،
لكتابة المصاحف ، قد نهجوا على نسب متناسبة كما نشاهدها في الحروف
الكوفية التي كتبت بها شواهد القبور القديمة.
بسملة بخط كوفي نسخت من شاهد قبر من القرن الثالث الهجري - المتحف
الإسلامي / القاهرة
وفي الخط الكوفي يمتنع بدء بعض الحروف بنقطة ، كاللام ، واللام ،
والدال ، والراء ، كما يمتنع التجليف - والتجليف هو البدء في الحرف بسن
القلم كبدء الواو والفاء بخط الثلث - ويمتنع التشظية - وهي إنهاء نهاية
الحرف دقيقا رفيعاً في الحاء والطاء والباء والصاد والكاف ، ويمتنع
الترويس - وهو بدء الحرف بنقطة بعرض القلم في الألف والباء والجيم
والدال والراء والطاء والكاف واللام ، كما يمتنع طمس عقدة الصاد والطاء
والعين والغين والقاف والميم والهاء والواو واللام ألف ( أي لا تكون
عمياء الفتحة ) ، وخاؤه لا ترتق - أي لا تجمع عراقتها وهي كأسها الأسفل
فهي تختلف عن الخاء المجموعة الرأس والكأس الثلثية ، وجيمه لا تعرق -
أي لا تكون لها عراقة من أسفلها كالجيم المفردة في الخط الثلثي ، وليس
للهمزة في الخط الكوفي صورة " بل هي لا تثبت قط" |